Sunday, March 22, 2009

دُمية....

دُمية...
يا إلهي متى سيأتي اليوم الذي سوف أستريح فيه من هذا الأحمق إلى الأبد؟ أعد الساعات والدقائق في انتظار هذا اليوم الذي سيكون دون منافسة أسعد يوم في حياتي. انتظره بفارغ الصبر ولكنه يأبى أن يأتي كي يريحني من هذا العذاب يريحني من تحكم هذا الأحمق يبدو أن هذا هو قدري أن أظل سجينه.
كم أكرهه نعم أكرهه كرهاً لو وزع على أهل الأرض لقتلوا بعضهم البعض دون رحمة أكره كل تفاصيله وأفعاله يستبيح حريتي ويستبيحني يوقظني يومياً في أوقات غريبة عجيبة وفي بعض الأحيان لا يتركني أنال قسط من النوم ولو لعدة دقائق أستريح فيها و أسترد فيها قوتي لست أفرق معه في أي شيء المهم عنده هو نفسه نفسه فقط وليذهب الآخرون إلى الجحيم من وجهة نظرة أن الأرض تدور من أجله هو فقط.
يا له من وغد قبيح يجعلني اشعر بالإعياء من أفعالي التي أفعلها بأمر منه فهو يأمرني بأعنف الأعمال وأكثرها وحشيه ومرضاً لا يأمر بتلك الأعمال سوى شخص مريض نفسياً هذا لا يدعو للشك أبداً فكم من أيام كثيرة يوقظني من نومي ويجعلني أسرق سيارة أحد المارة بأن أقف أمام السيارة مدعيا المرض فما أن يقف صاحب السيارة حتى أضربة وأستولي عليها وإذا ما حاول صاحب السيارة أن يقاوم أو حتى يتبعني فأنه يأمرني بقتله.
ليت الأمر يتوقف عند سرقة السيارات بل يمتد إلى أكثر من هذا في مرة من المرات أمرني بأن أقتل شخص ما دون أن أعلم السبب شخص عجوز يمشي وحيداً في الطريق يكاد يكون زحف أكثر من المشي فهو لا يقوى حتى على المشي أمرني هذا الوغد المريض بأن أخرج سلاحي وأقضي علية لم أعرف أبداً لماذا و أستطيع العصيان أخرجت مسدسي ترددت قليلاً ولكنه ظل يلح على أقتله أقتله أقتله حتى لامست أصابعي الزناد وضغطت علي لتنطلق من المسدس رصاصة تستقر بين عيني الرجل حيث أمرني أن اقتله ليسقط قتيلاً في الحال ويتركني أركض في الطريق خوفاً من المارة ومن أحد رجال الشرطة الذي ظل يركض خلفي وأنا منهك للغاية كل هذا وأنا استمع إلى الضحكات المريضة التي يطلقها هذا المجنون سعيداً من أجل ما حدث للتو غير مكترث بجروحي التي تألم بشدة نتيجة طلقات الشرطي تجاهي ولا بحالتي النفسية السيئة فلقد قتلت رجلاً بريئاً يا له من شيطان.
وفي أحيان كثيرة يأمرني بأشياء تؤذيني يريد مني أن أعذب نفسي في مرة من المرات أمرني بالصعود إلى أحد البنايات و القي نفسي من فوقها أو يجبرني على القفز أمام السيارات المسرعة أو أن القي نفسي في الماء وأسبح وأسبح حتى تخور قواي و أفيق وأنا في المستشفى.
لكن لن أنسى له تلك المرة التي أمرني فيها بشراء العديد والعديد من الأسلحة و أمرني بسرقة سيارة وقتل شرطي كان يمر في الطريق لتطاردني بعدها الشرطة في مطاردة عنيفة يأمرني فيها بفتل أكبر عدد من ضباط الشرطة وتدمير أكبر عدد من سيارتهم حتى ما تحطمت سيارتي أمرني بالصعود إلى سطح أحد العمارات لكي أقتل الضباط من فوقها باستخدام الرشاش الآلي أو حتى بندقية القناصة والقي القنابل اليدوية على السيارات وعلى المارة كانت مجزرة حقيرة ولكنني لم أستطيع أن أقول لا يا لا جبني الشديد لماذا اترك هذا المجنون المختل عقلياً يتحكم بي وبتصرفاتي لابد أن أتمرد لابد أن ارفض أن أقول لا. ضميري يعذبني حقاً يؤلمني كم الناس والبشر الأبرياء الذين راحوا ضحية جنونه وانصياعي لأوامره المريضة كم من الممتلكات دمرت كم من الدماء أريقت في الشوارع والأزقة كم من طفل تيتم وفقد والدة أو أمه بسببي كم من امرأة فقدت زوجها أو ولدها بسببي كم كم كم ياااااااااااااه على الألم الذي يعتصر فؤادي الآن لم أعد أطيق نفسي صرت أكرهني كما أكرهه كم من الكوابيس التي تأتيني صور لكل الذين قتلتهم أصوات صرخاتهم يلتفون حولي ينظرون إلي في صمت أصرخ فيهم سامحوني سامحوني أرجوكم تنهمر دموعي ولكن نفس النظرة الجامدة الحزينة تظل على وجوههم فقط ينظرون إلي لا يتكلمون.
كيف أتصرف؟ماذا أفعل؟ لا أستطيع قتلة فهذا الجبان يؤمن نفسه جيداً لا أستطيع الوصول إليه و لا أعرف أحداً يستطيع الوصول إليه ولا أستطيع أن أرفض أن أنفذ أوامره فقط يقتلني.
هه! يقتلني تبدوا فكرة جيدة فأنا استحق القتل لا أستطيع التحمل بعد الآن لا أستطيع التعايش مع هذا القذر بعد الآن. في المرة القادمة عندما يطلب مني شيئاً لن أنفذه نعم للمرة الأولى في حياتي سوف أفعل الشيء الصحيح سوف أقف في وجه هذا الظالم وأقول له لا! لن ألعب لعبتك الدنيئة بعد الآن لن أرضخ لأوامرك القذرة وأفعالك الدميمة وروحك الخبيثة لن أفعل. أفعل ما شئت بي فلن أقبل أن أكون هذا الوحش القذر الذي صنعته مني بيديك مرة أخرى.
هاهو يأتي سعيداً ككل مرة ويطلب مني أن أمسك بسلاحي وأقتل أحد المارة مرة أخرى أمد يدي نحو سلاحي و ما أن تلمسه يدي حتى أتراجع لن أفعلها هذه المرة أقتلني أيها القذر إذا شئت لكني لن أعود إلى هذا المستنقع القبيح مرة أخرى. يأمرني ثانية ولا أستجيب أرفع رأسي إلى السماء و أبتسم ثم تنفجر عيني بالبكاء من السعادة بأنني استطعت أن أواجهه وأرفض أوامره لم يكن الأمر بالصعوبة التي تخيلتها أشعر الآن بالحرية بعد أن كنت أشعر طوال الوقت أنني دميته التي يتحكم بها كيف يشاء.
يأمرني مرة أخرى بعصبية ولكني لن أستجيب أستوعب أيها الأحمق لم أعد دميتك ولن أنفذ أوامرك.
*****
يجلس فتى على مكتبة وهو يضغط بعصبية على لوحة المفاتيح وهو يخاطب صديقه الجالس بجواره
-لا أعلم ما الذي أصاب الجهاز أعتقد أن هناك عطل ما في اللعبة فهي لا تستجيب فأنا أأمر هذا الأحمق أن يقتل أحد المارة ولكنه لا يتحرك.
يجيبه صديقه
-دعك من تلك اللعبة الحمقاء لنلعب سباق سيارات سوياً أفضل.
تمت