Monday, December 23, 2013
Disconnect... !
Saturday, August 24, 2013
حسابات الكــارما....!
Sunday, October 7, 2012
الثُقب..!
*من رواية حكاية ثقب - د. أحمد خالد توفيق
Wednesday, July 18, 2012
هجرة....
Wednesday, February 1, 2012
عازف الجيتار العجوز
استيقظ الناس في صباح اليوم التالي وظلت أنغام الجيتار الحزين تنبعث من أطراف البلدة ناحية النهر, توجه اهالي البلدة الى هناك ليجدوا رجلا عجوز رث الثياب طويل اللحية هزيل الجسم يعزف دون توقف على أوتار جيتارة الخشبي القديم وتتساقط دموعه في نظام متناغم مع الحان جيتاره الحزينة
ظل الناس يتوافدون ومكثوا بجواره لساعات وساعات منتظرين ان يتوقف عن العزف للحظة حتى يتثنى لهم سؤاله ...من انت ومن اين اتيت؟ وما حكايتك ولكنه لم يتوقف كذلك للم تتوقف دموعه عن الانهمار.. ظلوا صامتين لساعات عديدة منتظرين أن يصيبه التعب ولكن دون فائدة.ذهب اليه حكيم البلدة ليسأله قام العجوز من على شاطئ النهر ظن الناس أنه سوف يتوقف عن العزف ويجيب عن أسئلة الحكيم ولكنه ظل يواصل العزف ومشى ناحية الطريق..
مضى العجوز في طريقة مستمرا في عزف نفس اللحن الحزين وتبعه أهالي البلدة حتى أدركهم المساء فذهبوا جميعاً الى منازلهم دعاه البعض ليقضى الليلة عندهم ولكنة لم يكن يجيب لم كن حتى ينظر الى احد ولم يتوقف عن العزف للحظة واحدة.
ظل العجوز يعزف طوال الليل كان هناك شيء غريب في عزفه انه نفس اللحن لم يتغير منذ ليلة الأمس يعيده مرارا وتكرارا لحنٌ على قدر ما يحمله من حزن بين أنغامه على قدر ما يبعث من طمأنينة غريبة في النفوس فلأول مرة منذ سنوات ينام أهل البلدة نوماً عميقاً على تلك الأنغام ,تتوقف الأطفال عن البكاء بمجرد سماع أنغامه تلتف الطيور حوله في السماء وهي تغرد كأنها تغني على هذا اللحن الحزين.
في صباح اليوم التالي استمرت الأنغام ولكن بصوت خفيض بحث الناس عن الرجل العجوز وجدوه عند أطراف البلدة في طريقة الى مغادرتها حاول اهل البلدة ان يقنعوه بالبقاء ولكنه لم يرد لم يكن يلتفت اليهم كانت عيناه الغائرتان في تجويفهما بفعل السن والدموع تنظر نظرة ثابتة نحو شيء ما في الافق شيء غير مرئي كانت نظراته ثابته تجاه نقطة محددة كأن هناك شيء لا يراه الى العجوز في هذا الاتجاه.
ظل عازف الجيتار العجوز يتنقل من بلدة الى بلدة ومن مدينة الى مدينة وتناقلت اخباره في كل مكان منهم من يقول أنه رأه عند النهر ومنهم من يقول انه عند أطراف الغابة منهم من يقول انه ليس ببشر فما يفعله فوق طاقة البشر لاينام لا يأكل لا يتوقف عن البكاء ظل عازف الجيتار العجوز يتنقل من مكان الى مكان دون أن يعرف أحد قصته.حتى وصل الى قرية ما جلس بالقرب من شجرة فوق أحد التلال الخضراء شجرة وحيدة في وسط تلك الأرض الشاسعة أسند ظهره إليها وظل يعزف دون توقف.
ظل الناس يتوافدون من كل أنحاء البلاد من كل القرى والمدن التي مر عليها ليجلسوا بالقرب منه ويستمعوا الى هذا اللحن العجيب.ظلوا يتسائلون عن حقيقته ,عن قصته .لم يستطيع أحد أن يعرف ربما هو لا يريد ان يعرف أحد قصته لا تعرف الناس انه كان عازف مشهور في يوم من الأيام كان أشهر عازف جيتار عرفته تلك الأرض كان متزوج من أجمل إمرأه في الكون كما كان يخبرها دوماً. كانت كل ليلة تطلب من ان يعزف لها أحد الالحان المفضلة اليها اللحن الذي سمعته اذنيها في أول مرة تراه عيناها
كانت دوماً تخبره بأنه سوف يصبح العازف الأشهر في البلاد كان دوما ما يبتسم عندما تخبره ذلك وهو يقول "لا أعتقد هذا فأنا مجرد عازف جيتار فقير يعزف في الحانات وعلى الطرقات" كانت اجابتها واحدة "سوف ترى" وتبتسم ابتسامة تنير له حياته المظلمة كأول شعاع ضوء يخترق الظلام معلناً رحيله وقدوم الفجر.
كانت تقول له عدني بأنك ستظل تعزف لي هذا اللحن كل ليلة مهما بلغت من الشهرة وكل مرة يقول لها أعدك ومرت الأيام وأصبح أشهر عازف في البلاد كان الملوك والنبلاء يطلبونه بالاسم كان يعزف الحانه في أكبر المسارح ويوماً بعد يوم يزداد شهره ومال ولم يعد يعزف اللحن لزوجته . كان دوماً ما يقول لها أنه أصبح مشهوراً الآن وأن هذا اللحن يذكره بأيام الفقر والعناء.
في يوم من الأيام منذ عدة سنوات عاد الى بيته ليلا ليجد زوجته في انتظاره لم يلحظ شحوب وجهها طلبت منه ان يعزف لها لحنها المفضل أخبرها أنه مرهق ولا يستطيع العزف الحت في طلبها ولكنه عنفها وخلد الى النوم أستيقظ في الصباح ليجدها ليست بجواره ظن انها تحضر طعام الافطار ذهب ليبحث عنها ليجدها على الأرض في شرفة المنزل وفي يدها ورقة مرسوم فيها شجرة وحيدة وسط أرض خضراء فوق أحد التلال كانت دوماً ما تحكي له عن هذا المكان وكيف أنها رأته في طفولتها في أحد أسفارها مع أبيها وكيف أنها حفرت اسمها على تلك الشجرة كان دوما ما يقول لها في يوم ما سنرحل سويا ونبحث عن هذا المكان ونبني هناك بيتاً صغيراً لنا..مرت الأيام وهذا اليوم لم يأتي...في ظهر الورقة وجد كلمة واحدة بخطها " أُحبك"
أخذ يضمها الى صدرة ويبكي بجنون ذهب الى جيتاره وهم أن يكسره ولكنه تراجع عن هذا وأخذ على نفسه عهداً بأن يعزف هذا اللحن وأن لا يتوقف حتى أي يجد هذا المكان المرسوم في تلك الورقة ويعزف بجوار هذه الشجرة لعلها تسامحه أو لعله يسامح نفسه. ظل يجوب البلاد لسنوات حتى وجد المكان أخيراً
****
في صباح أحد الأيام استيقظ اهل البلدة ولم يسمعوا صوت العزف ظنواجميعاً أن العجوز قد رحل . ذهبوا الى الشجرة أعلى التل وجدوه هناك يسند ظهره الى الشجرة وجيتارة ملقى بجانبه وفي يده صورة لتلك الشجرة ظنوا أنه نام أخيرا من التعب ذهب أحدهم ليوقظه فوجدة جثة هامدة عيناه محدقتان في السماء و ابتسامة سعادة مرسومة
على شفتيه لاحظ أحدهم تساقط بعض الدماء من أظافره ووجود بعض لحاء الشجر عالق بها فنظر الى الشجرة فوجد عليها نقشين أحدهما قديم ويحمل اسم فتاة والأخر يبدو حديثاً حاول قراءته فوجدها كلمة "سامحيني"
تمت
عمرو خاطر
*image: The Old Guitarist Painted by Pablo Picasso in 1903
Thursday, September 1, 2011
Abandon Ship -- هجر السفينة
********
******
****
يُعدل من رابطة عنقه ويلقي نظره سريعة على وجهه في المرآة.يحدق في ذلك الشخص الغريب الذي يبادله النظرات عبر الزجاج البارد,يعبث في شعيرات ذقنه الغير حليقة ثم يتمتم قائلاً " أنا محتاج أجازة". يعلم جيداً أنه في حاجة إلى الراحة… فهو يعمل في ثلاث وظائف دفعة واحدة ليس لحاجته إلى المال ولكن محاولة لشغل وقت الفراغ أو ربما يحاول أن يختبر مدى قدرة تحملة..يريد أن يعرف متى سينهار….ربما.
يضع قليلاً من العطر ويحمل مفاتيح السيارة ويدس علبة السجائر في جيبه.هو لا يدخن! ولكنه يصر على حمل علبه السجائر معه لسبب لا يعلمه منذ أن أشتراها منذ يومان..ربما يبدأ في التدخين قريباً….لا يعلم فالتدخين كما هو مكتوب على العبوة " يدمر الصحة ويسبب الوفاة" يبتسم في كل مرة يقرأ هذه العبارة ويقول "طريقة جديدة لتقصير تلك الرحلة المملة والتخلص من متاعب الحياة بسرعة".
يقود سيارته مسرعاً مستغرباً في نفس الوقت من عدم الزحام في هذا التوقيت بينما تنبعث من السمعات تلك الكلمات" سؤال بسألك إيه اخرة الترحااال*؟" يطلق تنهيدة طويلة وتخونه دمعه تجري مسرعه على وجهه وهو يقول "ايه أخرتها؟؟"
هذه الرحلة التي يقطعها الآن من الرحلات الثقيلة على قلبه فهو ذاهب إلى حفل زفاف أحد الأقارب وهو يكره حفلات الزفاف عموماً يبتسم وهو يتذكر التدويه المعتادة بعد كل حفل زفاف يحضره على حسابه على "تويتر"
"I hate weddings!".
كل حفلات الزفاف على حد تعبيره " مسرحية سخيفة كل جمهورها من النقاد". ينتقدون فيها كل تفصيلة مهما كبيرة كانت او صغيرة "مالقتش غيرة؟؟" , "متجوزها علشان فلوس أبوها" , "مفيش قاعة أضيق من دي شوية كانوا يجيبونا فيها؟؟".
كان دوماً يقول "لما اتجوز هكتب الكتاب وأخد عروستي من إيدها ونخرج مع بعض في أي مكان لوحدنا ومش هلبس بدلة ولا هي هتلبس فستان وعمري ما هقعد في قفص مفتوح -مسمينه مجازاً كوشة- والناس تتفرج علينا".
ولكن ليس لهذا السبب وحده يكره حفلات الزفاف فحفلات الزفاف مكان مناسب دوماً لعزف أردئ الألحان من شاكلة "مش هنفرح بي بقى؟؟" , "مش ناوي تكمل نص دينك؟" ويوجد ماكان أيضاً للدراما العائلية " نفسي أشيل عيالك قبل ما أموت" ولا مانع من بعض الكوميديا أيضاً " مش هتتجوز بقى قبل الشعرتين اللي فاضلينلك ما يروحوا؟؟"
هو ليس ضد الزواج من حيث المبدأ ولكنها ضد أن يصبح الزواج في حد ذاته غاية. الزواج من أجل الزواج فقط من أجل التخلص من لقب أعزب للرجل والهروب من لقب عانس للفتاة.
هو مؤمن أن الزواج خطوة أساسية ولكن عندما يجد الفتاة المناسبة الفتاة الصحيحة وطالما لم يجدها فكل الأخريات خاطئات. يتذكر عبارة عبقرية من أحد المقالات والتي كان دائماً ما يقتبس أجزاء منها في الرد على الآخرين تقول"زواجك إذن بامرأة من أى مجتمع، هو زواج بمجتمع كامل بكل حسناته وبكل سيئاته. وما يزيد الأمر تعقيداً فى حالة المرأة المصرية أنها نتاج مجتمع يكاد يكره نفسه، ويكاد يصل فى كراهية النفس إلى حد يصعب على التحليل وعلى الفهم**"
يقطع حبل أفكاره رنين الهاتف وأبواق السيارات في الشارع المزدحم ها قد بدأ الزحام ينظر إلى الهاتف يجد رقم رئيسه في العمل يرد عليه ويخبره أنه لن يستطيع القدوم كما أخبره بالأمس لظروف عائلية..
يضع الهاتف ثم ينظر إلى الطريق المزدحم أمامه ثم يقول لنفسه " وأنا إيه اللي جابرني على كدة" يلتقط الهاتف يضغط على الأزرار ثم يضعه على أُذنه عندما ينقطع الرنين يقول " ألو...لأ للأسف مش هقدر أجي.......لسه في الشغل وغالباً هتأخر......قوليلها مبروك واعتذرليها بالنيابة عني....سلام"
يغلق الهاتف تماماً ثم يلقيه في الخلف...يخلع رابطة العنق ويلقيها بجانبه على المقعد الخالي يرفع صوت الموسيقى ويرفع صوته بالغناء والضرب بيده على المقود وسط ذهول السيارات المجاورة لا يهتم بهم ويرفع صوته وهو يردد
Abandon ship before it’s too late
Or all this love I’ve got will turn into pain,
You’re not so very far away
But I feel more distant with each passing day
I’m alone***
عمرو خاطر,,,
* من أغنية سؤال – محمد منير
** من مقال يسري فودة – لماذا لا أريد أن أتزوج
***Abandon Ship – Song by: Sorry Kisses