Wednesday, January 7, 2009

حطام الأحلام


حطام الأحلام
يدخل المنزل فتستقبله صرخات الألم قادمة من غرفته يدخل مندفعاً ليعرف مصدر تلك الصرخات فيجد المصدر هو زوجته وبجوارها عدة سيدات من نساء الحي فيصرخ متسائلاً ما الأمر فتجيبه إحدى النسوة بأن زوجته تلد...
يشعر بفرحة غامرة تجتاحه بشدة أول فرحة تدخل قلبه منذ زمن بعيد منذ يوم زواجه ويوم معرفته بخبر حملها.يدق قلبه للفرحة مرة أخرى بعد أن كان قد ظن قلبه قد أصابه العطب ولن يعرف الفرحة مرة أخرى في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيش فيها هو وكل من يعرفهم .
تخبره احد السيدات بأنهم بحاجة إلى بعض الأشياء وتمليه إياها لكي يحضرها. يخرج من منزلة سعيداً بعد أن عادت الأحلام التي هاجرته منذ زمن بعيد تاركة خلفها حطام إنسان . عادت الأحلام مرة أخرى يوم معرفته بخبر حمل زوجته لتكبر تلك الأحلام يوماً بعد يوم لتصل إلى ذروتها اليوم فهي على وشك أن تصبح حقيقة أخيرا.سوف يصبح له ولد يسانده ويلاعبه سوف يصبح له شيء يجعله قادراً على مواصلة حياته في تلك الدنيا القاسية شخص يقاتل من أجله على الرغم من وجود جزء بداخلة حزين لأنه أتى بولده إلى هذا العالم القاسي ولكنه كان يحاول بكل طاقته أن ينبذ هذا الجزء فهذا بالضبط ما يريده هؤلاء الأوغاد الأقذار فهم يريدونه أن يشعر باليأس والإحباط .
لكن هذا الولد بعون الله قادر على أن يحقق أماله ويغير التاريخ.هكذا كان يتمنى وهكذا كان يحلم.
يجول في الشوارع بحثاً عن صيدلية مفتوحة لكي يأتي منها ببعض الأدوية ولكن للأسف لا يجد.يدور في الشوارع والأزقة بحثاً عن الصيدلية أو حتى عيادة طبيب منزلية أو حتى محل عطارة ولكن كل المحلات مغلقة.
فقد توقفت الحياة تماماً في تلك المدينة منذ عدة أيام فلا يجود غاز أو كهرباء أو مياه ولكنه لم يفقد الأمل وظل يحاول حتى أجهده التعب فقرر أن يعود إلى المنزل ويخبرهم بأنة لم يجد تلك الأشياء التي يريدونها منه ويسألهم عن البدائل.
وصل إلى الحي ولكنه لم يجد المنزل اخذ يفرك عينيه بشدة لعله يكون كابوس من أحد الكوابيس التي ترافقه ولكنه لم يكن حلم ولا كابوس كان الحقيقة التي كانت أسوء من أي كابوس قد رآه في اعنف أحلامه.
لم يجد المنزل فقط حطامه أخذت الدموع تنهمر من عينيه ولكنه لا يقوى على البكاء فقط دموع تنهمر.يذهب إلى الحطام الذي تشبه حطام أحلامه الآن فيجد صوره داخل برواز محطم صورة له ولزوجته تزداد الدموع وتنهمر بغزاره ,ينظر إلى المروحيات التي تحوم فوق رأسه والتي تقصف المدينة بلا هوادة تسقط فوق رأسه ورقة مكتوب بداخلها ((يرجى إخلاء المدينة لسلامتكم ....جيش الدفاع الإسرائيلي)) يمزق الورقة ويجري نحو أعلى منطقة في الحطام غير مكترث بوابل القنابل التي تسقط بجواره يميل على الأرض لكي يلتقط قطعة من الحجر ليقذف بها المروحيات فيجد على الأرض قطعة ورق من جريدة قديمة بها صورة لأشخاص متأنقون وأمامهم افخر أنواع الشراب وتحتها كتب بالبنط العريض
((حكام العرب في مؤتمر القمة يشجبون وينددون ويستنكرون ما يحدث في الأراضي الفلسطينية)).
عمرو خاطر

يناير 2008
فـَعـَرَفـْـتُ بـِأنَّ دِمَـاءَ ضَحَايَانـَا كـَالـنـَّهـْـر ِتـَسِـيــلْ...

وعـَرَفـْـتُ بأنَّ سِجـِلَّ ضَحَايَاهُمْ في القـَتـْـل ِ طـَويـلْ...

وعـَرَفـْـتُ بـِأنَّ دِمَـاءَ ضَحَايَا «قـَانـَـا»

ضَـرْبَـة ُ مِجْـدَافٍ في بَحْـر ٍ مِـنْ تـَقـْتِـيــل

ْ...وبـِـأنَّ الأطـْفـَـالِ الأحْيـَـاءَ طـُيـُـورٌ

قـَـدْ ألـْقـَـتْ أحْجـَـارَاً مِـنْ سِـجـِّيــل

ْ...وبـِأنَّ دِمَــاءَ الأطـْفـَـال ِالقـَتـْـلـَـى

زَيـْـتُ القِـنـْـديــــلْ...

من قصيدة غميضة في قانا

للشاعر عبدالرحمن يوسف

No comments: